Header Ads Widget

الثقافة الحسانية: غنى ثقافي للمجتمع الصحراوي المغربي

     
 

       يعتبر المجتمع الصحراوي المتواجد في جنوب المملكة المغربية من المجتمعات العالمية التي تتميز بعديد التقاليد والعادات والاحتفالات الخاصة والمتنوعة، والتي لها علاقة بكل جوانب الحياة البسيطة.

 
يتجلى الغنى الذي تمتاز بها الثقافة الحسانية في فن وأدب الأمثال الشعبية وكذا الحكاية والألغاز وغير ذلك من الاشياء، اذ يعتبر ادب الشعر أبرزها، لكونه من بين الوسائل التي يستطيع من خلالها الانسان الصحراوي التعبير عن أحاسيسه الداخلية.

 الحسانية لغة الصحراء:

تعد (اللهجة/اللغة) الحسانية اللغة الرسمية للتواصل اليومي في مجتمعات الصحراء فهي بالمناسبة تعد أقرب اللهجات العربية إلى العربية الفصحى اذ يشير خبراء اللغة العربية على أن %90 من مفرداتها هي في الاصل مشتق من الفصحى.

الحسانيون هم في الأساس مجتمع يعيش في رقعة جغرافية شاسعة لسان ساكنة شاسعة تمتد من كلميم واد نون في شمال المملكة المغربية إلى الحدود الشمالية لكل من موريتانيا والسينغال في الجنوب ثم نجد الحدود الجزائرية في الشرق والشمال شرقي.

الشاي في الثقافة الحسانية الصحراوية

 للشاي مكانة هامة في الثقافة المغربية ويشاركه في المكانة كذلك عشبة النعناع الذي يعطي ميزة خاصة للشاي الصحراوي. بالإضافة الى رغيف الخبز وتحضر معهم زيت الزيتون كذلك ليشكلوا ثالوث ذهبيا خالصا (الخبز +الزيت +الشاي).

 
ثقافة الشاي في الصحراء المغربية مثلها تماما مثل السوما-Soma عند سكان الهند، فالشاي عندهم ليس مشروبا تقليديا فقط، بل رمز وثقافة الكرم لدى المجتمع الصحراوي.. وايضا هو علامة من علامات الحفاوة والاستقبال.

فأغلب الصحراويون يفضلون الترحيب بضيوفهم بتقديم مشروب الشاي أكثر من المأكولات الاخرى، للكأس الصحراوي المغربي نكهة وطعم خاص اد يتميز برغوته التي تغطي نصف الكأس والتي تشكل اساس جوهر اختلافه عن باقي شاي المجتمعات الاخرى 
 
طريقة إعداده الفريدة والطقوس التي تصاحب ذلك متميزة   حيث تحضر ثلاثة اشياء مهمة كلها تبدأ بحرف الجيم وتدعى لدى قبائل الصحراء "بالجيمات الثلاثة":


 1. الجيم الاول هو الجمر

الشاي الصحراوي لا يعد فوق القنينات الغازية بل يجب اعداده على الجمر.

 2. الجيم الثاني هو الجيرة:  

هو اناء خاص يقدم فيه حليب الجمل للضيوف ويكون دائم الحضور في مجمل جلسات المجم.

 3. الجيم الثالث هو الجماعة:

وهم الأشخاص الذين يحضرون في جلسات الشاي.

الزواج التقليدي الصحراوي المغربي:

الزواج على العموم هو مؤسسة اجتماعية تكون بعد الاتفاق المباشر بين الرجل ويسمى ب "الخطيب" وبين المرأة التي تسمى بالخطيبة، ويمكن تعريفه ايضا  بكونه تحول وانتقال للطرفين الشاب والشابة  من مرحلة العزوبة إلى مرحلة اخرى تكون عبر تحمل المسؤولية  للشريكين

 
ان ثقافة الزواج التقليدي لدى المجتمع الصحراوي لها  شأن اجتماعي خاص ومقدس، ترافقه عديد  الطقوس والعادات التقليدية  التي تجعل منه مناسبة و احتفال يعطيه قيمة اضافية لدى المجتمعات الصحراوية فهذه التقاليد اغلبها مستمد من الدين الإسلامي الحنيف وبعضها  الآخر متصل بتلك العادات والأعراف القديمة قبل مجيء الاسلامي

عندما تصل الفتاة الى مرحلة اكتمال انوثتها بشكل كامل بالمقابل في الجهة الاخرى  يبلغ الفتى-الشاب  سن الصيام  يصبحان بعدها اساس الحوارات العائلية، الشيء الذي  يجعل الأبوين يسعيان للبحث عن  الزوج أو الزوجة المناسبين..

مسألة زواج الفتاة في المجتمعات الصحراوية لها عاداتها الخاصة اذ يتم تزويجها في بعض الاحيان في سن مبكرة جدا، حيث تتم خطبتها وهي مازالت غير بالغة "صبية صغيرة" حيث يتم وضع أمارة في يدها الصغيرة تكون في غالب الاحيان عبارة عن فشة، أو فشيش (تسمى فشيشة لكران)، وهي حلية اساس صنعها يكون من الخرز ويتم تثبتها عل شعر الصبية وتوصف لدى الساكنة بكونها "معقودة الخيط"

الخطوبة في المجتمعات الصحراوية المغربية

للخطوبة ثقافة خاصة في المجتمع الصحراوي حيث تبدأ بذهاب أم الفتى "الزوج" إلى عائلة الفتاة "الزوجة" قصد طلب يد ابنتهم المعرفة عندهم باسم (المنت) بغية الحصول على موافقتهم على طلب الزواج. بعد الموافقة مباشرة، تقوم عائلة الزوج بإعادة الزيارة مجددا لكن هذه المرة في ظروف رسمية وتكون برفقة المقربين من أسرتها ويحملون معهم "الذبيحة" وهي عبارة عن انتى الجمل وأكياسا عديدة محملة بأجود انواع السكر والشاي وبعض الأثواب والعطور.. مما يعطي للخطبة طعما خاصا وفريدا لتتم في الاخير خطبة الفتاة في مناخ اجتماعي معترف به
 
بعد الاتفاق النهائي يأتي الفتى بالمهر والذي يسمى ايضا لدى المجتمع الصحراوي ب (صداق) المكون حسب عاداتهم القديمة من الإبل الأثواب والحلي وأكياس السكر والشاي، البخور العطور (حسب القدرة). بعد وصولهم الى بيت العروس يرفع أهل البيت ثوبا أبيض معبرين عن فرح وسعادتهم في ذلك اليوم

عقد القران في الثقافة الحسانية الصحراوية المغربية

بعد انتهاء طقوس الاستقبال يليه عقد القران ويكون ذلك وفق مذهب الإمام مالك من طرف (فقيه)، ويحضره كل من نائب العريس ويكون في اغلب الاحيان وابوه او عمه ووصي العروس (أب، أخ، عم..) تم بعدها يتم قراءة سورة الفاتحة وتنطلق بعدها زغاريد النساء الحاضرات و

تنصب الخيام الخاص بالجلوس ويتم تأثيثها وتجهيزها بأفضل انواع الافرشة لتمتلئ بالضيوف والمدعوين، لتنطلق فيها الاحتفالات الغنائية لمجموعة من المغنيين الصحراوين كأشوار ونحاية وغيرها..
 
الموسيقى والرقص

الموسيقى الصحراوية الحسانية هي مزيج بين كل من الموسيقى العربية والامازيغية والإفريقية حيث يظهر ذلك جليا في ايقاعها الهادئ 

     يتم الرقص على طبل خشبي شكله يشبه القدح يرقص الصحراويين فوق رمال الصحراء ينقسمون الى قسمين حيث يقوم الرجال بالقرع على الطبول فيما النساء يقمن بالحركات التعبيرية، وأغلبهن يؤدينها ببراعة ودقة عالية

العازف الصحراوي يتفانى في نغماته الموسيقية ويعتمد في ذلك على الآلات الموسيقية تسمى (أزوان) وفق نظام صوتي متناغم...

 
تتميز الموسيقى الحسانية بكونها لها ارتباط مباشر بالشعر الحساني، فلا يمكن الفصال بين الاغنية وأزوان، فهما متجانسان.

- (الركيص) هو فن إيقاعي يقوم به الرجال وهو يعتمد على الحركة الكثيرة
- (ركصة كيرة) وهي رقصة يؤديها رجلان متقابلان يعملان على تحريك الأرجل.
فيما هناك نوع اخر من الرقص يخص بالنساء المسنات حيث يرقصن وهن يضعن اللحاف على وجوههن ويكتفين فقط بحركات اليدين على إيقاع الموسيقى الهادئة التي تهذب النفوس



إرسال تعليق

0 تعليقات